Who stayed with you?
Allah.
الغريب ان النصايح بقيت عكس المتوقع :
- انتي مبتحطيش ميك اب ليه !، حطي كتير زي البنات يبنتي..
- انتي بتلبسي واسع كده ليه، مانتي خسيتي البسي براحتك واتدلعي زي البنات ..
- انتي لازم تلفتي الانتباه في الشارع، انزلي و اتنططي كتير خلي الناس تشوفك يابنتي ..
- انتي قافلة علي نفسك و مبتتعرفيش علي حد ليه ! هتفضلي لوحدك ! ..
هي الناس بتعملي error ليه ! هي الدنيا بقيت غريبة فعلا ولا انا اللي غريبة !
يا ولدي..
الرّحلةُ تبدأ من هُنا،
وأشار إلى قلبه..
يا بني؛ ما دمت بعيوبك خبيرًا وبذنوبك بصيرًا.. فتزوج.
"يا صاحبي إنّما الدنيا تلاهي، وتفاخُر، وتنابزُ بالمال واللقب والولد، وركضٌ ولهثٌ وغفلة، لكن انظر اﻵن إلى حال قلبك، ابصِره بتكشّف وعَرّيه من التسويف والركون، كيف حاله؟ هل فيه من اليقين ما يُنجّيك من الانزلاق في حفرة القنوط، وهل فيه من الرحمة ما يقيك الجحود؟
وعلى قياس المثل القائل: "ساعة لك وساعة لربّك." هل كنت عادلًا بما يكفي وقسّمت يومك وعمرك انتصافا بين الساعتين؟ أم عبثت بيومك كاملًا وأعطيت ربّك من حقّه الفتات آخر النهار، بآياتٍ سريعة قليلة تُخدّر بها شعورك الحيّ بالتأنيب إلى ماشاء الله؟
يا صاحبي قلوبنا أرضنا، واﻷرض لا يُحصَدُ منها إلا ما حرثهُ صاحبها واصطبر على سقيهِ حتى انبثق ثمرًا صالحًا يكفيه، فماذا نرى من حصادنا بعد عشر سنين؟
وددتُ لو وجدنا ما يسُرّنا ويرضينا، ولكن لا يجني الورد من يزرع الحنظل، ولا يجد السنابل في موسم الحصاد من كانت أرضهُ بورٌ تشكو الجفاف والهَمَل.
أحدّث اليوم نفسي وإياك، وأقسو عليها ثم أترّفق بك، وأقول؛ مازال في الوقت متسّع ما دام في العمرِ بقيّة، ولازال بحوزتنا جعبة ممتلئة بالدقائق الثمينة واﻷيام النفيسة التي فيها بأصغر اﻷعمال المقرونة بأصدق النيّة سنغيّر مجرى صحائفنا من الشقاء للسعد والنجاة، برحمة منه وفضل، والذكي من استودع اللّه صلاحه وشأنه كله وسأله من سِعته أن يصيّره عابدًا فطِنًا حامِدًا أوّاب "إذا ما كان اللّه في عون الفتى، فأولُ ما يقضي عليهِ اجتهادهُ."
هلمّ بنا نسعى ما استطعنا، وكلما تعثرت أقدامنا بالزلل قُمنا فرجعنا، وليبقَ هذا دأبنا حتى انتهاء المطاف، ياصاحبي إنني واللّه أحبّك، وما رغبتُ سوى بالفوز الكبير لي ولك؛ ﴿ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ ﴾
فالسلام على قلوبنا العطشى لا يروي ظمأها إلا حوض الكوثر، على دعوة قلب مُحِبّ أن نلتقي جميعًا على حافّته برفقة سيدنا محمّد، آمنين مطمئنين بعد أن ذهبَ الرّوع واطمأنت النفس، وزال التعب والأحزان والزلل.
قرأت نصًا فخمًا لناثر أديب، فسألته: لمَن قرأتَ قبل أن تكتبه؟
وظني أن يذكر الجاحظ مثلًا، ففوجئت به يقول: للشيخ البوطي رحمه اللّه!
وجمال بيان سيدي الشيخ البوطي لا يخفى على من طالع مصنفاته مع عدم الإخلال بالحقائق العلمية، وهذا من حسناته رحمه اللّه.
-شوارد الأفكار-
- الأنفال:٢.